الحوار من وجهة نظري

لكي نتحدث عن المستقبل, يجب ان نتعلم من الماضي, ومن لا يخطئ ويتعلم يعيش ميتا!

ضايقني كثيرا ما كان يحدث في أيام الثوره من اتهامات, وطريقة حوار.

سمعت وقرأت كثيرا مثلا اتهامات بالغباء السياسي وكأن المتحدث دكتوراه في العلوم السياسيه, واعطاء نصائح في رأيي الشخصي بلا معنى ولا مضمون ولا حوار أصلا... والأغرب عندما تتحول طريقة النصيحة لصيغة الأمر في بعض الاحيان, و كأن الرأي الاخر خارب البلد وسارقها.

انت "ايا كنت", ليس لديك الحق لتعطي اوامر لشخص آخر غير طبعا بعض الإستثناءات (ابنك, عسكري وإنت ظابط... الخ). كل ماتستطيع تقديمه هو النصيحة فقط... وعلى فكرة, النصيحة في حد ذاتها مش سهلة قوي كده, علشان تخلي حد يسمعلك بجد, يبقى لازم توصل للي قدامك إنك إنت كمان بتسمعه وفاهمه بجد, وإنه حوار مش محاوله لفرض الرأي.
وكمان من المهم في رأيي إنك تقول إن ده رأيك الشخصي, مش قانون علمي مثلا ولا نزل في أديان سماوية... ده حتى الأديان السماويه وبعض الايات ممكن تفسر بأكتر من طريقة.

وبعدين لازم تعرف كمان إنت بتتكلم مع مين (يعني ليه بيفكر كده), وانت مين (وليه بتفكر بطريقة تانية), وليه هو يسمعلك؟ ولا هو جدل وخلاص؟ ولا هي خناقة؟ ولا هي اساءة لرأي الاخر أو شخصه؟ وإيه الهدف من الحوار أصلا؟
من حكمة الله في الأرض إن الناس مش زي بعض, مختلفين في كل حاجة, في الذكاء والطبيعه و الموهبه وحاجات كتير قوي... في ناس عاديه وناس عبقرية وناس اذكية وناس مستوى ذكائها اقل من المتوسط... والمجتمع محتاجنا كلنا, يا إما هيبقى في نقص, مجتمع كله علماء ذرة أو فضاء أو دكاترة ومهندسين, مين مثلا هينضف شوارعه؟ وأنا بقلها أو بدي المثال ده, مش تقليل من عامل النظافة, بل تقديرا للوظيفة واهميتها, فمجتمع عبقري غير نظيف لن يكون عبقريا أصلا, علشان البيئة مش هتكون مهيأة للإبداع.

وعلشان كده من المهم إنك تعرف انت مين, وبتتكلم مع مين, وليه بيفكر بطريقة مختلفة؟ ومش علشان فكَّر بالطريقة دي يبقى أقل ذكاء منك, مش يمكن انت اللي اقل ذكاء منه لدرجة إنك مش عارف تفهمه؟ أو على الاقل مش اذكى كتير عنه وإلا كنت فهمت ليه بيفكر كده وكنت عذرته على مستوى ذكاؤه لو فعلا إنت اللي صح.

لكي يحترم (بضم الياء) رأيك, يجب ان تحترم رأي الاخرين...
من المهم إن الواحد يعرف كمان إيه نهاية الحوار أو الهدف, هل هو بس لتبادل الأراء؟ ولا لإقناع الشخص الاخر بفكرتك؟ ومعرفة الهدف من الحوار يقدر يقولك امتى ينتهي الحوار أو امتى تنسحب لأن مفيش أمل لا إنت تقتنع ولا الاخر يقتنع, وساعتها يبقى على الأقل سمعت وجهة نظر ويمكن تكون فهمت منها حاجة.

من الغباء ان تعامل الاخرين على انهم اغبى أو حتى اقل ذكاء منك. ومن الذكاء إنك تسمع للاخرين وتقدر رأيهم. ومن الطبيعي ان يختلف الناس في الرأي وواجب عليك احترام الرأي الاخر.